الأربعاء، 13 يونيو 2018

صواب أم خطأ ...!



هل أنت علي صواب أم انك علي خطأ ؟ 
سؤال يجول كثيراً  بالأذهان  فما تعتقد انه صواب قد يعده غيرك خطأ وما تعتقده أنت خطأ قد يكون هو الصواب لدي آخرين ، و الأكثر عجباً انك في بعض الأحيان تعد نفسك علي صواب وتكتشف لاحقا انك كنت علي خطأ , ما هذا التكرار المحير وهل حقا تسير الأمور علي هذا المنوال دائما ،أم هناك ثمة قواعد أو ما شابه يمكن بأتباعها  التخلص من مثل هذه المتناقضات المربكة للعقل .

حوارا عقلي لا يهدف إلي تقويض أفكار أيا منا ...
فالانتقال بين التأييد و الرفض أو الصواب و الخطأ لا ينقص من قدر العقل ... بل هي أهم سمات حرية الفكر  التي تبداء حين تكون لديك القدرة علي الإقرار بأخطائك و تصحيحها , أما فارضي الرأي رافضي الحوار فهؤلاء أصحاب العقول أحادية الفكر مدعية التحرر وليس بهم مما ادعوا  شيء .

رفضا أو قبول رأي ينسب لك ...
فما تعتنقه من أفكار وما تستخلصه من حقائق ليس كما تظن.. لا اقصد التشكيك في مصدقيه أو معقولية أفكارك  إنما أردت الإيضاح, فأي من الحقائق لابد لها من بينه وحجه تساندها , وأي من الحجج تستخلص وفقا لإدراك الواقع .

ولا شك أن الإدراك البشري مقيد بالحواس ...
بمعنى إننا نرى من العالم ما يمكن لحواسنا أن تدركه ولعقولنا أن تعييه...   فهل تظن أن ما ندركه يطابق الواقع ؟.. انه أشبه بالواقع, فالحواس لها عتبات حسية لا يمكن تخطيها و تتباين في قدرتها بين البشر, لهذا يدافع كلا منا عن ما استخلص من حقائق وفقا لإدراكه.. اقتناعا منه انه علي حق , لكن من يعي الحقيقة يعرف أن أيا ما ندرك هو اقرب إلي صواب يحتمل الخطأ منه إلي صواب مطلق , ذلك بعيدا عن الثوابت التي تتعلق بالعقائد الدينية وتقع تحت طائلة الإيمان .

شيئا آخر أخبرك إياه ...                                                                                   انك لا تعرف من الحياة سوى ما انتبه إليه .. لكن هناك خيارات  أخري هي ما نطلق عليه أراء الآخرين فهم انتبهوا إلي ما لم تنتبه له و حدد كلا منكم وجهته تبعا لذلك , دالة هذا إن كل ما يتعلق بخبراتنا يأتي مما انتبهنا إليه, وكل ما نؤمن به من أفكار مكون من تلك الخبرات, هنا يحدث الصدام منشأ الخلاف في الرأي .


من المحتمل اعتراضك علي ما سلف بحجه أن الخبرة تؤكد صحة رأي صاحبها ... نعم !
لكن ليس معنا هذا رفض الحوار والإصرار علي الرأي دون تفنيده , بل أن عرض البرهان يؤكد مدي خبرة صاحبه و لا ينقص من قدره .. كما أن في التفنيد و إثبات البرهان طرقا جديدة نتعلم منها تأكيد صحة أفكارنا و أرائنا وصولا إلي قدراً أوفر من الصواب .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

لحظة الحقيقة ...!